المدرسة السعودية الأولى التأسيس والافتتاح
المدرسة السعودية الأولى
في التاسع والعشرين من جمادى الأولى لعام 1355هـ صدر أمر جلالة الملك عبدالعزيز
بتأسيس مدارس في كل من : الرياض والاحساء والقطيف والجبيل والمجمعة وشقراء وبريدة وعنيزة وحائل .
وقد رَشّحَ مدير المعارف الشيخُ محمد طاهر الدباغ وكان في مكة المكرمة
الشيخَ عبدالمجيد الجبرتي لإحدى مدارس نجد قائلا له ” ليس في مكة وظائف شاغرة إنما لدينا مدارس في نجد سنفتحها , فقال أنا لا أعرف نجدا ولا استطيع اختيار الأفضل ؟ فقال له هذا حمد الجاسر
من نجد وهو خير من يفيدك فاختار له شقراء .
وفي أواخر عام 1359هـ وصل إلى شقراء من المدينة النبوية
نخبة من طلاب العلم المتميزين والأساتذة الفضلاء و على رأسهم مدير مدرسة شقراء فضيلة الشيخ عبد المجيد بن حسن الجبرتي رحمه الله ومساعده الشيخ عبد الله بن حمد الخربوش رحمه الله
فاستقبلهم أمير وأهالي شقراء بكل حفاوة وترحيب وإكرام
وقد تم استئجار مقراً مناسباً للمدرسة تعود ملكيته إلى أمير شقراء عبدالرحمن بن محمد البواردي رحمه الله وهو عبارة عن مبنى ذو فناء واسع يحوي مجموعة من الغرف والأروقة والمكاتب ونحوها .
وقد جُهّزت المدرسة بكل ما يلزم من : كتب وأوراق ودفاترَ وسبورات وطباشير وفرش ومكتب للمدير واضبارات لحفظ المعاملات والأوراق وغيرها .
وبعد الإعلان عن موعد افتتاح المدرسة وإكمال إجراءات التسجيل والمقابلات وتهيئة الأمر والاستعداد له كانت البداية :
ففي صبيحة يوم السبت العشرين من شهر صفر من عام 1360هـ الموافق
19/ 3/ 1941م تم افتتاحها واستقبال الطلاب في ثلاثة فصول : الأول والثاني والثالث . وبلغ عدد الطلاب في الدفعة الأولى قرابة 90 طالبا.
ثم بعد ذلك افتتحت بقية الفصول وكثر الطلاب وانتظمت الدراسة .
وفي الثاني عشر من ربيع الثاني من عام 1361هـ قرر أعيان البلد ووجهاؤها شراء المدرسة وجعلها وقفا مؤبدا على شقراء وأهلها
وقد مثّل الأهالي في الشراء واثبات الوقفية عند قاضي شقراء الشيخ عبدالرحمن بن عودان رحمه الله كل من الوجهاء الكرام :
إبراهيم بن عبدالرحمن ابوبكر
وعبدالله بن صالح بن مقرن
ومحمد بن عبدالله الجميح
رحمهم الله تعالى
وقد تم شراء المدرسة بمبلغ ألفي 2000 ريال فرانسة
ساهم الأمير عبدالرحمن البواردي بمبلغ اربعمئة ريال , وكان بيعه للمدرسة في آخر حياته رحمه الله .
ثم أكمل إجراءات الشراء واستلام بقية مبلغ الشراء ابن عمه الأمير محمد بن سعد البواردي
رحمهم الله وغفر لهم
ثم لما كثر الإقبال على المدرسة بادر الأهالي في عام 1363هـ إلى توسعتها وكانت الحاجة تدعو لزيادة غرفها من ست (6) إلى اثنتي عشرة غرفة (12) ساهموا فيها جميعا فبنوها بأروقتها وتوابعها فتم بناء ست غرف كبيرة في الجهة الشمالية وفُتح لها شبابيك على الشارع الشمالي . وعلى الغرف رُواق فيه عدد من الأعمدة وبني في الجهة الشرقية رواق كبير للحفلات والاختبارات .
وقد قررت مديرية المعارف تدريس العلوم الآتية للصفوف من الأول إلى الخامس:-
وقد كان مستوى الطلاب وتحصيلهم العلمي محل إعجاب الجميع ومثار تساؤلهم فتخرج منها العلماء والأدباء والقضاة والمعلمون كان لهم أثر كبير في نشر العلم ودفع عجلة التعليم وفي نهضة البلاد وتقدمها .
وقد كتب مشيدا بالمدرسة وطلابها وانتظام الدراسة فيها نائب جلالة الملك في الحجاز الأمير فيصل بن عبد العزيز عام1363هـ
حضرة المكرمين عبدالعزيز الجميح و ابراهيم بن عبدالكريم والجماعة سلمهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد وصل كتابكم العزيز المؤرخ 20/ 6/ 1363هـ وفهمنا ما ذكرتموه من جهة المدرسة وتقدمها تقدما محسوسا في التعليم واستقامة موظفيها فقد سررنا بذلك و نرجوا لها دوام التقدم المطّرد والتوفيق الحسن إن شاء الله ولما ذكر حرر .
فيصل
ولا غرابة في ذلك فقد تولى تعليم الطلاب وتدريسهم في بداية الأمر نخبة من العلماء المتميزين والأساتذة الكبار وعلى رأسهم:
فضيلة الشيخ عبدالمجيد بن حسن الجبرتي مديرا
وفضيلة الشيخ عبدالله بن حمد الخربوش مساعدا
الشيخ عبدالرحمن بخاري
الشيخ إسحاق بن يوسف كردي
الشيخ نافع بن سويلم الحربي
الشيخ محمد بن علي ثاني
ثم انضم إليهم سنة 1362هـ وما بعدها نخبة من الأساتذة الكبار لمّا كثر الطلاب وزادت الفصول الدراسية , وهم على سبيل الاختصار:-
الشيخ إبراهيم بن محمد الجهيمان
الشيخ إبراهيم بن سعد الهدلق
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العبدالكريم
الشيخ ابراهيم بن عبد الله الهويش
ومن الأساتذة والمعلمين الذين كان لهم شرف التدريس والتعليم فيها فيما بين سنتي 1364هـ والى 1373هـ رحم الله الأموات منهم وبارك في الأحياء ومتع بهم : –
الشيخ عبد الله بن عبدالرحمن المقرن
الشيخ عبدالعزيز بن ابراهيم الهويش
الشيخ ابراهيم بن عبدالرحمن الحصيّن
الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصيّن
الشيخ عمر بن عبدالعزيز المترك
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الدريس
الشيخ عبدالعزيز بن صالح المقرن
الشيخ عبداللطيف بن محمد العبيد
الشيخ محمد بن عبدالله المانع
الشيخ عبدالله بن محمد السنيدي
الشيخ عمر بن عبدالله بن صالح المقرن
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
عبدالله بن عبدالعزيز العبدالكريم
الشيخ عبدالله بن مساعد الفايز
الشيخ عبدالله بن إبراهيم المقرن
الشيخ عبدالرحمن بن حمد الجويد
الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز ابوعباة
الشيخ سليمان بن صالح الشهيب
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الجماز
عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجاسر
عبدالرحمن بن محمد الفاضل
عبدالله بن عبدالرحمن السليمي
محمد بن عبدالله المنصور
ابراهيم بن محمد المهنا
عبدالله بن عبدالعزيز الجاسر
عبدالله بن محمد الشقاري
محمد بن عبدالكريم الفاضل
عبدالله بن عبدالرحمن السدحان
وأما الذين تولوا إدارة المدرسة الأولى منذ افتتاحها والى أن تم نقلها إلى مقرها الجديد فَهُم :
الشيخ عبدالمجيد جبرتي إلى 1366هـ
الشيخ إبراهيم بن محمد الجهيمان إلى 1368هـ
الشيخ إبراهيم بن سعد الهدلق إلى 1369هـ
الشيخ عبد الرحمن بن عبدالله العبد الكريم إلى 1375هـ
الشيخ إبراهيم بن سعد الهدلق للمرة الثانية إلى 1378هـ
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السليمي إلى 1383هـ
ثم تعاقب على إدارتها نخبة من الأساتذة الفضلاء بعد أن انتقلت إلى مقرها الجديد في الباطن الجنوبي وتغيير اسمها إلى مدرسة أبي بكر الصديق .
وقد تخرجت الدفعة الأولى في المدرسة السعودية الأولى عام 1364هـ وهم كوكبة من طلاب العلم الذين استقبلتهم دار التوحيد بالطائف وكانوا من أميز طلاب الدار علما وتفوقا . بعد أن كتب الملك عبد العزيز رحمه الله للقاضي الشيخ عبدالرحمن بن عودان يستحثه على انتقاء الطلاب من مدرسة شقراء وغيرها ليواصلوا دراستهم في دار التوحيد التي تعتبر كلية لعلوم الشريعة واللغة العربية .
وقد استمرت مدرسة شقراء الأولى في تعليم الطلاب وتخريجهم في همة ونشاط وعناية من مديريها ومعلميها , وانضباط وحرص في طلب العلم والتحصيل من طلابها , حتى غدت منارة أضاءت سماء الوشم وملئت أرجائه علما وثقافة وأدبا.
تجديد بناء المدرسة السعودية الأولى
كان من أهم مبادرات مجلس أهالي شقراء متمثلا في لجنة التراث التابعة له وتحديدا في عام 1431هـ أن تبنت المطالبة باستعادة المدرسة من وزارة التربية والتعليم واستلامها منهم تمهيدا لترميمها وبنائها في موقعها الأصلي, فتمت مخاطبة نائب وزير التربية آنذاك د. خالد بن عبدالله السبتي بالخطاب رقم 2/ 31/ أ/ 198 وتاريخ 4/ 6/ 1431هـ والصادر بتوقيع رئيس مجلس الأهالي الشيخ محمد بن عبدالعزيز الجميح والمتضمن طلب استلام المدرسة والموافقة على إعادة بنائها وترميمها لتكون نموذجاً حيا لواقع التعليم آنذاك .
وبعد مخاطبات ومداولات متكررة لمعاملة المدرسة بين وزارة التربية ومجلس الأهالي ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والجهات ذات العلاقة فقد تمت الموافقة على طلب رئيس مجلس الأهالي بالخطاب الصادر من مدير التربية والتعليم الأستاذ عبد العزيز المسند رقم 8648/ 3220 وتاريخ 22/ 12/ 1432هـ
والمتضمن الموافقة على ذلك وطلب تحديد مندوب من مجلس أهالي شقراء لاستلام المبنى , وعليه فقد تم تفويض رئيس لجنة التراث الأستاذ عبدالله المجيول لذلك وتم استلام الموقع كاملا وبادرت لجنة التراث بإكمال كافة الإجراءات الرسمية لإتمام الأمر وإنهائه .
ثم بدأ العمل في بناء وترميم المدرسة بعد أن تبنت شركة محمد وعبدالرحمن السعد البواردي تحمل كافة نفقات البناء وما يلزمه .
وبعد أن تم التعاقد مع مقاول متخصص في البناء التراثي القديم وفق مواصفات معينة وشروط معتبرة .
وها نحن اليوم نسعد جميعا بهذا العمل الكبير والانجاز المهم لإعادة وبناء أول مدرسة نظامية في منطقة الوشم كان لها بالغ الأثر في نشر العلم ودفع عجلة التعليم والثقافة والمعرفة, فلله الحمد والمنة .
وفي الختام تتقدم لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية للحرف والتراث خاصة وأهالي شقراء عامة بوافر الشكر وجزيل الدعاء لشركة محمد وعبدالرحمن السعد البواردي على كريم عطائهم ومبادراتهم في إعادة بناء وترميم هذه المدرسة العريقة والصرح العلمي الأول في تاريخ التعليم النظامي في المنطقة , غفر الله للأموات منهم وبارك في الأحياء ومتّع بهم .
تم إعادة بناء المدرسة وتأهيليها وتأثيثها برعاية كريمة من شركة محمد وعبدالرحمن السعد البواردي وإعادة افتتاحها في يوم الجمعة الموافق 1444/3/18 هـ ( رابط حفل الافتتاح ) حفل افتتاح المدرسة السعودية الأولى بعد إعادة البناء
رابط كتاب المدرسة السعودية بشقراء
اعداد / يوسف بن عبدالعزيز المهنا
تصوير / صالح بن سليمان العبداللطيف
اترك رداً
تريد المشاركة في هذا النقاششارك إن أردت
Feel free to contribute!